سكربت تهنئة بمناسبة شهر رمضان مجاناً whatsapp viral wishing script 2020

في كل عام يأتينا رسائل تهنئة بمناسبة رمضان بشكل كبير علي واتساب, ودائما ما نتفاعل معها حتي ينتشر الأمر مثل النار في الهشيم, ولكن هل فكرت يوماً في استغلال رسائل التهنئة بأي مناسبة في الربح من الانترنت لو كنت مبتدئ او حتي محترف؟ بالتاكيد لا يا صديقي, دائما ما تتفاعل ولكن بدون مقابل.

هل هذا كل شئ ؟!

لا, اليوم سأعطيك سكربت php خاص بتهنئة شهر رمضان الكريم whatsapp viral wishing script بشكل مجاني بكامل الحقوق لصالحك, لو بحثت عن مثل هذه الاسكربتات اونلاين في الويب العربي لن تجد الا المدفوع منها والذي يباع بسعر لا يقل عن 10$ ولا يوجد اي سكربت php مجاني.

جرب صديقي وأبحث عن سكربت تهنئة شهر رمضان, لن تجد إلا المدفوع, ولكن لاجلكم بحثت حتي توصلت للمصدر الاساسي الذي يأخذ منه كافة من يعرضون الاسكربت بشكل مدفوع في الوطن العربي, توصلت الي الاسكربت الأصلي وقمت بالتعديل عليه ليصبح باللغة العربية, كان من الممكن ان أعطيه لك بشكل مدفوع ولكن عوضاً عن ذلك سأعطيه لك بشكل مجاني.

whatsapp viral wishing script

يعمل الاسكربت علي لغة php ويحتاج الاسكربت الي استضافة وبالتاكيد الاستضافة تحتاج الي دومين, ولكن حرصاً مني لتوصيل الإفادة للمبتدئين الذين لا يمتلكون راس مال وفرت لكم استضافة بسعر 1$ فقط في الشهر ويمكنك حجز شهر واحد فقط أي ستعمل طوال شهر رمضان بـ 1$ .

يمكنك شراء الاستضافة من الرابط الموجود بالاعلي, نأتي الأن الي الدومين, بما اننا في حاجه الي الاستضافة فيعني ذلك اننا في حاجه الي الدومين, كما نعرف ان اسعار الدومينات تتراوح ما بين 8 الي 15$ سنوياً في المواقع الكبيرة مثل موقع نيم شيب و جودادي وفاست كومت ولكن اليوم سأحضر لك كوبون خصم يصل الي 0.99$ للدومين .كوم لمدة سنة.

يمكنك معرفة الكوبون عن طريق الدخول الي الرابط التالي أحدث كوبونات جودادي GoDaddy Coupon 2020.

                    تحميل الاسكربت مجانا                            

سأقوم في الفيديو التالي شرح كافة التفاصيل خطوة بخطوة, يجب عليك ان تشاهد الفيديو كاملاً لكي تستطيع ان تفهم كافة الخطوات التي سأشرحها لتركيب الاسكربت والاستفادة منه.



رواية حارة النصارى لنبيل خوري، قراءة في العمق

رواية حارة النصارى لنبيل خوري، قراءة في العمق


رواية: حارة النصارى/ نبيل خوري

حينما قرأت رواية حارة النصارى للروائي نبيل خوري، كنت ما أزال على مقاعد دراستي الجامعية، إن ما يميز هذه الرواية بالذات هو موضوع النضال المشترك بين مسلمي ومسيحي فلسطين، وغيرها من المواضيع التي ناقشها الكاتب. 
سأعرف بالكتاب، وسأشرع بالحديث عن تفاصيل هذه الرواية.

كتاب حارة النصارى: جنسها رواية، نُشِرَت للمرة الأولى عن دار النهار للنشر عام 1968، ثم طبعت مرتين في ثلاثية فلسطين عام 1971وعام 1977.
 الرواية تتكون من أربعة فصول، يليها ست رسائل.

تدور أحداث الرواية في حارة النصارى و( هي واحدة من الأحياء الأربع الكبرى في مدينة القدس الشرقية، وتقع داخل أسوار مدينة القدس، الأحياء الأربع الأخرى هي الحي اليهودي، الحي الإسلامي وحارة الأرمنويقع في الحي المسيحي في الركن الشمالي الغربي من المدينة القديمة، ويمتد من باب جديد في الشمال، على طول الجدار الغربي من المدينة القديمة وصولًا إلى باب الخليلحارة النصارى تحتوي على نحو 40 مكانا مقدسا مسيحيا. من بينها كنيسة القيامة، واحدة من أقدس الأماكن في المعتقد المسيحي، هذا الحي معظم سكانه من المسيحيين العرب وهو إلى جانب حارة الأرمن الذي يقطنه الأرمن المسيحيين من التجمعات المسيحية الكبرى في القدس القديمة).
وتدور هذه الأحداث بعد حرب 1948 وقوع الجزء الشرقي من القدس وعدد من المدن الفلسطينية الساحلية تحت الاحتلال وتمتد إلى ما بعد عام 1967 وما جرى من احتلال فلسطين بأكملها مرورا بإضرابات وثورات خاضها الفلسطينيين عام 1921 و 1928 و1932و 1936.
البطل في هذه الرواية هو أحد أبطال حارة النصارى وهو " يوسف راشد" وهو من قاد الإضرابات والثورات وتصوره لنا زوجته سلمى بعد استشهاده وهي من تلعب دور الراوي في هذه الرواية.
بدت ملامح سلمى  يائسة مستسلمة كارهة لوطنها فلسطين وللقدس بسبب رحيل زوجها الذي تحب "يوسف راشد"  وهناك إشارة إلى خوفها من المطر الهاطل والمطر له دلالة على الحزن، ومن ذلك حديثها عن جاراتها اللواتي استشهد أزواجهن وهن يبتسمن أما هي فلم تكن قادرة على الابتسام.
وهناك إشارة إلى سقوط القدس في أربعين ساعة كالحلم ...
وتعود إلى حالة اليأس فتقول "ماذا نفعتنا بطولاتك؟"
" الجبناء ينامون الآن بجانب زوجاتهم وأطفالهم .. ليتك كنت جبانا... ليتك لم تحب القدس .. ليتك لم تحب حارة النصارى..حياتك ذهبت فداء للخونة يا يوسف ...
القدس لا تستأهل ، ولا حتى حارة النصارى ..
الذي يدفع الثمن نحن الأرامل وأطفالنا الأيتام ...
كن بجانبي الآن ولتذهب القدس إلى الجحيم ..."
لكن هذه الصورة الانهزامية تلاشت عندما بدأت تروي لنا كيف بدأ التجهيز للمعركة 1967 وعندما رأت يوسف ينظف رشاشه قال لها: "قبل نهاية الأسبوع سنذهب إلى شواطئنا لن تذهبي لبيروت لرؤية البحر يا أم رجاء عاد بحرنا إلينا يا حبيبة، وقتها كادت أن تطلب رشاشا كي تشارك في النصر وكلما أعددت فنجان قهوة كانت تقول فنجانك التالي سيكون في تل الربيع .."

وفي الفصل الثاني من الرواية  صور الكاتب مشهد سقوط القدس الغربية بيد الاحتلال ولقد أثار هذا التصوير المشاعر وكأننا الآن نشاهد هذا الحدث القاسي والمؤلم.
" الراديو ...
القاهرة: أم كلثوم تغني راجعين بقوة السلاح.
دمشق: نشيد الله أكبر...
عمان : موسيقى العرب...
بيروت : فيروز تغني العودة ...
"اسرائيل": نشرة الأخبار تحدث المذيع... سقطت القدس...
تجمع رفاق السلاح في منزل البطل يوسف راشد، وأرسلوا أحد يستطلع خارج أسوار المدينة القديمة ليتأكد من الخبر.. كل دقيقة كانت تمر وهم ينتظرون المرسال كالدهر... نصف ساعة ولم يعد الرفيق... يحرقون السجائر... يحرقون أعصابهم... حبوب المهدئة للأعصاب لم تنفع...
ودّ يوسف لو يبكي كما بكى 1948 عندما ضاع نصف الوطن... عاد أزيز الطائرات ركض الجميع إلى السطح يحملون الأسلحة...
عاد الرفيق وقال: رأيت دبابات العدو أمام الفندق الوطني وهو على بعد دقائق... تابع الرفيق خارج الأسوار جميع البيوت رأيت رايات الهزيمة...
" إذاعة العدو: إلزموا منازلكم... ارفعوا أعلاما بيضا...
رصاصكم لم ينقطع... عاد الأمل إلى نفسي (سلمى)  فجأة أحببت القدس كما لم أحبها من قبل... أحببت حارة النصارى... كل حجر فيها كل شجر كل طفل ورجل وامرأة..."
وبعد ذلك تبدأ بتصوير للحياة الطبيعية قبل الاحتلال فيقول الكاتب على لسان سلمى...
" حننت إلى رائحة الفلافل ..إلى طقطقة النرجيلة في المقهى تحت منزلنا...إلى بائع الكعك مع السمسم والبيض... منذ أن وعيت الدنيا لم أعرف أن أنام وأحيا وأحب وأتنفس إلا في هذه الحارة...
(لكن)
رصاصهم توقف... نزل يوسف... ليقول انتهت الذخيرة...
صوته يدوي...كأنه يقول لتائه في الصحراء فُقِد الماء...
أو لمحاصر في القلعة انتهى الخبز...
أو كأن تقول لعامل في المنجم لا هواء...
إذن سقطت القدس القديمة، إذن سقطت كنيسة القيامة... المسجد الأقصى... وحارة النصارى...

بدت ملامح بطل الرواية "يوسف" تتضح وهو صاحب دكان بسيط جدا لكنه ... كان قائدا للاضرابات والثورات والعقل المدبر لها...
دائما يحمل الهمّ ... يحلم في أن تعود فلسطين 1948  لكنه صدم باحتلال 1967، ووقوعه تحت الاحتلال، حارب كثيرا بكل ما يملك...
المختار كان له دور، في هذه اللعبة فهو كان يعطي الأمان للمطلوبين ليسلموا أنفسهم، لكنه يخدعهم كما فعل مع يوسف عندما اقنعه المختار بتسليم نفسه  لكن والد سلمى رفض ذلك، والد سلمى كان المرجع الذي يلجأ إليه يوسف عند الشدائد لرجاحة عقله.

كما أن يوسف  رفض أن يلبس ثياب امرأة ويتسلل من الحارة عن طريق السطوح المتلاصقة التي لا يعرفها اليهود، رفض ذلك وآثر السجن على هذه الفكرة، لكنه فعل بعد إصرار من والد سلمى، لكن يوسف تعرض للاعتقال ومكث في السجن.

الفصل الثالث:
عودة للقدس بعد 1967 عندما احُتلت، تصورها سلمى وهي تروي لزوجها بعض تصرفات و انتهاكات تتعرض لها مدينة القدس، وحارة النصارى. 
" إنك لن تحتمل القدس في ظل الاحتلال، إنك ستموت وأنت ترى "اسرائيليا " يقبل إسرائيلية " في المسجد الأقصى أو على قبر المسيح...
القدس مدينة أشباح غدت...
إنهم يتزوجون بحانب "حائط البراق" يفرقعون زجاجات الشمبانيا يرقصون يغنون..
إنهم لا يبكون... عند الحائط... لماذا يبكون نحن نبكي.. نحن نبحث عن حائط مبكى نبكي على جداره الوطن الضائع، الكرامة الضائعة ... التاريخ الضائع ..."
عودة لروح الاستسلام والهزيمة ... فتقول :
" عام 1952 ذهبنا لجنين لزيارة أحد أقاربك شاهدت زوجة رفيقك الشاعر عبد الرحيم محمود تمشي عارية في الشارع، مجنونة، والناس يتهامسون: مجنونة أطفالها جياع... عقلها ضاع... ألم تتعظ ؟!
ألم تقل لي أن هذا هو مصير زوجة كل مناضل في هذا البلد...
أتريد لي هذا المصير ؟!"
بعد ذلك  بدأ الحديث عن المشانق... امتلأ السجون... المعتقلات الخاصة... ثم عرض الكاتب قضية الخونة "العملاء"
وقد كان يوسف يسعى لقتل كل خائن "عميل" لكن والد سلمى عارض ذلك بشدة... ويوسف العنيد المحترق من أجل وطنه رفض الإنصياع لكلامه...
وبعدها انطلقت أول رصاصة في الظلام لتضع حدا "للسماسرة"
ثم الثاني...
الثالث...
الرابع...
والعاشر والعشرون...
وصفق الناس و هللوا... صرخو الموت للخونة...
لكن، هل جميع الذين قتلوا خونة؟!
آخر واحد قتل كان رجلا وطنيا بشهادة الجميع... والذي سقط بعدها كان أحد كبار زعماء القدس هؤلاء ليسوا خونة...
وانحرفت الثورة كما يتم سرقة كل الثورات...
تقول سلمى على لسان يوسف :"عام 1936 قبل موجة الاغتيالات كانت العائلة إذا سقط منهم قتيل لموته عرسا... بعد الموجة أصبحت العائلة تخجل من موت أحد أفرادها.. فكل من قتل أصبح خائن..."
الفصل الرابع:
تصور سلمى استشهاد البطل على أرض حارة النصارى...
"صوت يقول بعربية (مكسرة) : إن القدس قد سقطت وأن على جميع الأهالي رفع الاعلام البيض فوق منازلهم وأن عليهم البقاء داخل منازلهم إذا أرادوا المحافظة على حياتهم والاستماع إلى تعليمات جيش الدفاع "الإسرائيلي"  ... الجيش المنتصر ..
لقد احتلوا القدس أخيرا...
احتلوا كل فلسطين أخيرا...
بدأ تهديد أهالي القدس بالعقاب... إذا استمروا بالمقاومة "
لم يستطع البطل "يوسف" أن يعيش في ظل الاحتلال وقد حاول أن ينتحر فقد كان يقول...
"لا أستطيع مشاهدة جندي واحد يطأ حارة النصارى حارة النصارى والقدس القديمة ..."

لكن الرجل الأسطورة... يقاد ذليلا... كأي مجرم عادي، وقد كان أحد رفاق يوسف قد أقسم أن يقتل أول جندي يطأ أرض حارة النصارى، إذ بيوسف يلمحه من بعيد وكأنه يحثه أن يف باليمين، فحسم الموقف وألقى بالقنبلة.. فكانت شهادة يوسف ومصرع الجندي الصهيوني...
بعد ذلك... ضم اليهود القدس القديمة إلى القدس الجديدة، عاد اليهود إلى حائط "المبكى" وقاموا بطرد العرب من حارة المغاربة، واحتل مساحات كبرى من الأراضي العربية في القدس، ليقيموا عليها مساكن لهم، ودنس اليهود المسجد الأقصى والقيامة..
عاد الأمل من جديد...
عند قول سلمى في نهاية الرواية وكأن نبيل خوري يبث  الأمل  في نفوسنا 
" أمس، نزعت السواد المحيط بصورتك...
عدت فعلقتها بلا سواد، في صدر الصالون.. أنت لم تمت ..
كل فدائي هو أنت..
دمك لم يذهب هدرا..
لقد روى أرض فلسطين، أرض القدس، أرض حارة النصارى ..
صوت فيروز ..
البيت لنا ... القدس لنا .. "

إن الرواية تتحدث عن  شاب مقاوم سقط شهيدًا في عدوان حزيران 1967، لتعيش زوجته معاناة نفسية، بعد موته، وهي ترى الخونة يرثون القدس: "الجبناء ينامون الآن بجانب زوجاتهم وأطفالهم... إنني أراهم كل يوم يمشون في الشارع بلا خوف... القدس لا تستأهل، ولا حتى حارة النصارى لكن سرعان ما تفيق البطلة، تستعيد نفسها، ومدينتها، حينما تشتعل الثورة، فتقول: "أمس نزعت السواد المحيط بصورتك... أنت لم تمت، كل فدائي هو أنت".  فربما يكون هذا هو حلم الروائي نفسه، ليستعيد صورة حارته، وينزع عنها الشريط الأسود، فالقدس حاضرة لديه، حتى وهو يكتب في الجزء الثالث من الثلاثية؛ "القناع"، عن بطل من القدس، يعيش في باريس، ورغم أنه لا يشعر حنينًا قويًا، فإنه لا يمكنه الهروب من مدينته.
لتظل حارة النصارى، الحارة الخصبة، التي دفعت رشاد أبو شاور، ليختارها مقرًا لعلاقة حب في قصة "عودة الغريب".

أتبع الكاتب الرواية بست رسائل،  حيث أنها لا تحمل عناوين... وبعضها لا يذكر فيها أسماء لأشخاص كأن تبدأ الرسالة بــ(إلى ولدي، إلى صديقتي)
الرسالة الأولى: من أم إلى ولدها "رامي" تذكر فيها أن أصل والده من القدس التي كانت تعني أكثر من القيامة والمسجد الأقصى.. أكثر من التعبد أو الصلاة أو القداسة ..
إنها وطن ..
لكنه لم يعرف الحقد والتشاؤم إلا عندما صعد في القدس يوم 8حزيران ليرفع سارية طويلة علما أبيض يعلن فيه لنفسه وللعرب والناس وللعالم أن القدس قد ضاعت...

الرسالة الثانية: من ابن لامه... انتفاء تعاليم المسيح .. لا تصلين كما رأيتك تصلي دائما..
لا ترسمين علامة الصليب على وجهك وتتمتمين المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة...
قولي له.. أننا لن ندعو بعد اليوم إلا للحقد والكراهية والقتل.
أخبريه : أننا لن ندير خدنا الأيسر لمن ضربنا على الخد الأيمن..

الرسالة الثالثة : من أم إلى ولدها .. تعرض لقضية الهجرة من القدس التي يرفضها  أهلها بكافة الوسائل والرسالة تتحدث عن تمسك أهل القدس بالقرية القديمة.

الرسالة الرابعة : من شاب إلى صديقته وهي رسالة تعرض الضياع الأخلاقي وضياع الهوية بعد ضياع فلسطين ..
وفيها من مظاهر السكر والتيه ما فيها.. و عدم الثقة بالنفس بأنه قادر على أن يفعل لفلسطين وللقدس شيئا..

الرسالة الخامسة : لم تبدأ كسابقاتها من الرسائل وأنها لم تأتي صريحة وواضح لمرسلها ولا لمستلمها...
وهي تعرض لقضية الحيادية التي يحاول بعض الناس أن يتخذها كأسلوب حياة خصوصا مع القضية الفلسطينية.. لكن الوطن عندما يضيع لن يبق أحد على الحياد سيحمل الجميع سلاحا ليدافعوا عن وطنهم.
وإذا  دخل اليهود القدس وحضروا منزله .. وأرادوا قتله فكيف سيحمي نفسه كيف يحارب ؟
" أيضربهم باسطواناته؟
أيقذفهم بكتاب شعر؟
شعر بالندم لأنه لم يتدرب على حمل السلاح؟"

الرسالة الأخيرة: من صديق إلى صديقه، وهو يتحدث عن موضوع في غاية الضياع والتيه وهو اللجوء والإخراج من الوطن التحسر على ما بقي لهم من حياة هناك "مساجدنا ستقفل.. ذكرياتنا ستموت"

والحرقة على من سيأتي من أجيال وهل ستنسى المدينة "القدس" ؟ لتصبح جزءا من كتاب التاريخ..
وإشارة إلى الريح وهي دلالة على الضياع والعذاب الآتي بعد ضياع الوطن.
في هذه الرواية وما تلاها من رسائل يجعلنا نبيل خوري نتأمل المأساة بكل أبعادها وهو توثيق لبعض ما حدث في حارة النصارى على وجه الخصوص وأحوال أهلها وما آلت إليه الأمور بعد حارب 1967.




أنصحك بقراءة الرواية، والطبعة التي كانت بيد يدي ط2/دار النهار للنشر /بيروت 1994

قراءة في رواية ساق البامبو للروائي سعود السنعوسي بقلم:هناء عبيد

قراءة في رواية ساق البامبو للروائي سعود السنعوسي بقلم:هناء عبيد




قراءة في رواية ساق البامبو
ساق البامبو رواية للكاتب الكويتي سعود السنعوسي. حصلت على جائزة البوكر (جائزة الرواية العربية العالمية ) للعام 2013.
استحقت هذه الجائزة بجدارة ،حيث اكتملت فيها العناصرالتي تجعل منها رواية ناجحة بكل المقاييس اللغوية والفنية والفكرية والفلسفية. اتبع الكاتب في لغته أسلوب السهل الممتنع ،وقد جاءت لغته بصورة فنية عالية متقنة ،تخللتها بعض الصورالشعرية والفلسفة المبنية على تجارب شخصية . اتسمت الرواية بعنصر التشويق الذي كان طاغيا، بحيث يتسمر القارئ امام هذا العمل حتى نهايته دون شعور بأي ملل .
استطاع الكاتب ان يسرد احداث الرواية بحرفية عالية جدا، حيث استطاع الانتقال بأحداث الرواية زمنيا ومكانيا ببراعة ،ويبدو أيضا بدون عناء ،وكأن الراوي قد تمرس على كتابة الرواية رغم أن هذه هي روايته الثانية فقط..وهذه النقطة تحسب في صالح الكاتب الذي نتوقع له مستقبلا مبشرا في عالم الرواية.. كما تتابعت الاحداث بطريقة مريحة للمتلقي بحيث لم يجد العناء بربط الاحداث والشخصيات ببعضها.
اعتمد في سرده على الرسائل أحيانا للانتقال من حدث الى آخر او من مكان الى آخر، كما أعطى الشخوص الراحة بالتحرك ضمن احداث الرواية.
محور الرواية يتمركز حول الفوارق الطبقية في المجتمع الكويتي . ومن خلا ل هذه النقطة المركزية ينطلق الكاتب ليعمم الفكرة على بقية المجتمعات. كما تعرضت لمشكلة ( البدون ) وهي مشكلة اجتماعية شائعة في المجتمع الكويتي ،وترمي الى الأشخاص الذين يولدون في الكويت من أسر كويتية ،ويخدمون في الجيش الكويتي ،لكن لا تحق لهم الجنسية الكويتية ، ويحرمون من
حقوق كثيرة تعطى للمواطن الكويتي .
تتحدث الرواية عن العمالة الاجنبية في البلاد العربية وما يرافقها من مشاكل اجتماعية قد تؤثر سلبا على الفرد او الجماعة، من خلال عيسى الشخصية المحورية في الرواية. الشاب التائه بين هويتين ووطنين ودينين.
عيسى الذي جاء الى الدنيا عن طريق زواج عرفي ربط بين والده الكويتي المنحدر من عائلة عريقة. وبين والدته جوزافين الخادمة القادمة من الفلبين والتي عملت في منزل راشد والد عيسى. ترفض عائلة راشد هذا الزواج الذي تراه فضيحة يلزق العار باسم عائلتهم ( عائلة الطاروف )العريقة في الكويت . وتجبر جوزافين الى العودة الى بلدها الفلبين برفقة صغيرها الذي لم يستجلب عطف جدته وتقبله حفيدا لها. ينشأ عيسى بين عائلة والدته المكونة من جده وخالته وابنتها وخاله وابناءه في جو فقير بين الاشجار الاستوائية في الفلبين. متعلقا بحلم العودة الى وطن والده الكويت ،كما كانت تتمنى والدته ،التي كانت دوما تبشره بان الحلم سوف يتحقق في يوم ما.
يعود عيسى الى الكويت بمساعدة غسان صديق والده، ليبدأ صراعه مع انتمائه ، فهو الشخص الكويتي الهوية الفلبيني الشكل. لم يتقبل أفراد عائلة راشد تواجد عيسى في بيتها، واعتبرته فضيحة تجلب العار لها، لهذا رفضت تقديمه للمجتمع وضمته الى ديوان بيتها بشرط ان لا يفصح عن هويته الى أحد. يعيش حياة رغيدة ماديا ،لكنه يظل يعاني نفسيا فقد أصبح الشخص التائه بين الأديان والأوطان والأهل. يحاول الاستقلال والتأقلم بوطنه الجديد والعيش بعيدا عن عائلة الطاروف ،عائلة والده لكن كل الظروف السيئة تحاصرة وتقف ضده. مما يجبره على العودة ثانية الى الفلبين التي يجدها الاقرب الى قلبه ،فما فائدة الاموال والحياة الرغيدة بعيدا عن دفء العائلة مهما كان فقرها؟!
أسلوب وبراعة السرد والحبكة والفلسفة الفكرية النابعة عن تجربة شخصية ،اضافة الى قيامه بإدراج اسماء حقيقية في روايته ،مثال خولة راشد التي قامت بتدقيق اللغة ،وابراهيم سلام الذي قام بترجمة الرواية من الفلبينية الى العربية.وبناء الشخصيات والأحداث ،يعطي القارئ انطباعا أن الرواية عبارة عن سيرة ذاتية للكاتب ،
ربما أراد الكاتب من وراء هذه الرواية تنبيه المجتمع الذي تنتشر فيه الطبقيات والتمييز العنصري الذي أودى بأوطاننا الى التمزق والانزلاق الى القاع إلى ضرورة الالتحام والاتحاد.
رواية ماتعة شيقة تستحق متابعتها والتوقف عندها ، كما تعتبر إضافة أدبية قيمة الى رفوف المكتبة العربية.
هناء عبيد


متشائل إميل حبيبي… نتاج الصدمة خطاب متشكك محموم


تعدّ رواية «المتشائل» من أبرز الرّوايات التي تعتمد مبدأ الصدمة حيث تتقاطع مستويات التعبير بمرجعيات واقعية بأخرى فوق طبيعية. ثمّة وجود لعالم متشكك ساخر عبر ثلاثة كتب عكست الاقتلاع الفلسطيني وتمثلات الغربة والنفي والمقاومة ونقد الذات؛ ولهذا جاءت السّردية متميزة على مستوى التشكيل والبناء الفني. إن حدثاً كضياع وطن سوف يدفع إلى هذيان محموم، فغالباً ما تقود غير الطبيعية إلى حالات سريرية نفسية حيث تتجلى الذات في عالم يتداخل فيه الحقيقي بالمتخيل، هي ثنائيات ما انفكت تنتشر في المتون السردية الفلسطينيّة كما تتضح أبعادها عبر تكوين إميل حبيبي لشخوصه السردية، ومنها شخصيات «يعاد الأولى» و»يعاد الثانية». فالنسق السردي قوامه التوالد والتناسخ، وكل ما يمكن أن يؤدي إلى توصيف شعوري نفسي، وما نتج عن الاحتلال من نزع الذات عن كيانها، وتحقيق اغترابها عن نفسها.
من أهم ملامح الصدمة بيان جغرافية فلسطين التي تتحول بفعل الاحتلال إلى منفى، أو اغتراب، فالإحساس النفسي يفوق النفي في بلدان الاستضافة المجاورة أو البعيدة، فأن تتحول إلى غريب في وطنك فهذا يفوق في ارتطامه الشعوري أي حدود أخرى. فالأمكنة تتحول إلى نموذج للاغتراب، ولكن أمام أعين سكانها الأصليين، فالأمكنة تحمل أسماء عبرية، وهذا يحيلنا إلى الجغرافية الكولونياليّة التي تهدف إلى إقصاء الذاكرة الثّقافيّة للمكان عبر محوه دلاليا وعلمياً، فهو بناء متخيل ثقافي جديد من خلال نفي الفلسطينيين عن أمكنة ألفوها، فمن «لم يهم هيموه». لا شك بأن مفردة «هيموه» تعني فعل اقتلاع ممنهج.
بدأ الاقتلاع سنة 1948 فلا جرم أن يؤرخ المتشائل حياته» بين ما قبل وما بعد». وبين الثنايا محطات سردية، تحتفي باسترجاع المكان، بحدود ما قبل النكبة، و سرد فعل الخروج بوصفها نسقاً بدأ يؤسطر وعي المقتلعين، وهذا يطابق رحلات الخروج اليهودي في العصر الحديث كما احتفى بها الخطاب الصهيوني في أدبياته باعتبارها نواتج الصدمة النفسية تبعاً للممارسات النازية في الحرب العالمية الثانية. فهنالك غير نص للتعبير عن التّحولات التي طالت المجتمعات اليهودية في ألمانيا والنمسا، وغيرهما، وهنا نستعيد كتابات جورج كلير، أحد الكتاب الناجين الذي يحاول أن يبرز بكتابته ذات الطابع السيري إيقاع مدينة فيينا، التي توصف بامرأة تتعرض لهزة جماع بعد أن تم اغتصابها من قبل الألمان، الذين دخلوها يوم الاثنين 14 مارس/آذار. هذا النسق السردي يهدف إلى استثمار كل حادثة تاريخية عانى منها اليهود بدءا من السبي البابلي إلى النفي في العصور الحديثة؛ ولهذا أنتجت الصهوينية نصوصاً تحتفي باستعادة الوقائع، كما تفعل الذاكرة الفلسطينيّة التي استفاقت على العصابات الصهيونية في شوارع حيفا ويافا، إنها لحظة طباقية بين مرويتين، تتنازعان المتخيل والتاريخ، وهذا ما نواجهه على سبيل المثال لمشاهد وسهول، تمتلئ بشقائق النعمان، أو تلك الشوارع والبلدات الفلسطينيّة بوصفها فردوساً مفقوداً.
تنهض رواية «المتشائل» على نسق اختلاط الهويّة أو تلك الهجنة، ولكن ثمّة حاجة لبيان الشخصية الفلسطينيّة، وتتبع جذورها في ذات المتشائل الذي يمزج بين معطيات عرقية مختلفة، ففي رحلة الاستعادة للتاريخ الذاتي، نرى المتشائل في معرض تعريف ذاته بأن بعضا من أصوله تعود إلى جارية قبرصية من مدينة حلب، وهذا يعني النحس الأول، في حين أن النحس الثاني يتمثل بالاقتلاع الحديث. ثمّة خطاب طباقي واضح الملامح، كما هنالك احتفاء واضح بتلك التنافذية على مستوى الاختلاط والتبعثر الذي يطال مستوى التعبير النسقي السردي، أو على مستوى الشخوص، فبعد النكبة تبعثر الفلسطينيون حيث أقاموا في بلاد العرب، وحتى في داخل فلسطين، أو ما يطلق عليه «دولة إسرائيل»، غير أن ثمّة مقاومة لذلك النفي، فكان لا بد أن يتجلى هذا عبر شخصية» يعاد».
هنالك الكثير من الدّراسات التي ذهبت لمعالجة هذا التشكيل السردي للدلالة السّيمولوجية للعلم في النسق الروائي، وتنهض على فعل الارتباط بين اسم العلم وقيمة العودة أوالبقاء في فلسطين، كما تتجلى في أسماء شخصيات باقية، ويعاد الأولى، ويعاد الثانية، وولاء، فمعظمها يرتبط بأثر الارتحال وأمل العودة.
إن الوجود الفلسطيني في الشّتات العربي حمل معه إكراهات ما زالت مستمرة، وتتمثل بالنبذ والإقصاء، فقد أحب سعيد الغزالة اللبنانية، غير أن نعت «اللاجئ» حال دون تواصله مع «الغزالة» ، وهنا نقرأ سياقاً رمزياً لرفض الفلسطيني، أو احتقاره ما أدى إلى تلاشي إنسانيته، فلا عجب أن يتحول سعيد نحو اللاجئات الفلسطينيات اللواتي يشبهنه.
إن إشكالية الولاء المزدوج من أشد الثيمات تداولاً في الخطاب ما بعد الكولونيالي، وإذا كان ثمّة إشارات لهذا الجانب، وبوجه خاص في ما يتعلق بالحضور الفلسطيني من نبذ كما في لبنان، بالتجاور مع إشارات إلى خروج الفلسطينيين إلى الأردن، وتتبع أخبار المشتتين من خلال البرنامج الإذاعي الشهير الذي كان يبث من إذاعة عمان لينقل أخبار من بقي في الداخل أو بالعكس، وهنا تبرز محورية عبارة «لم الشمل»، وهي عبارة متمركزة في الوعي الفلسطيني بوصفها خطاب مقاومة لفعل التبعثر على مستوى الإنسان والثّقافة.
في حين أن الاقتلاع الفلسطيني في الداخل بدا أكثر تعقيداً، فإذا كان الولاء والتعاون مطلباً يهوديا يطال ابن المتشائل الذي أنجبه من زوجته باقية، وهذا يتضح من خلال اسم الطفل (ولاء) الذي تم تغييره بناء على طلب اليهودي حيث كان الاسم المقترح «فتحي» على اسم والد باقية النازح، ما يحيل إلى الازدواج في الولاء الذي أصبح في غير محله كما برز من خلال الاسم.
يحضر الفضائيون في الرّواية بوصفهم قادمين من عوالم أخرى، فالفضائيون نموذج استعاري يتمركز على نفي آخر، أو ذلك المثيل بالاختلاف، إن قيمة الاقتلاع لا تتجلى فقط بأن الفلسطيني بعيد عن وطنه، يعاني من الحيرة في المكان، أو الثقافة، ولكنها تعاني من حيث انسجامها مع ذاتها، وهنا يتحول الازدواج على مستوى الأرض الفلسطينيّة التي أصبحت تراوح بين الهويّة الإسرائيلية والأردنية، كما تجلت في قرية «برطعة» التي كانت نصف أردنية ونصف إسرائيلية، كما مدينة حيفا التي أبقي على اسمها لكونه توراتياً، كما التنازع على اسم مرج بن عامر.
لا يمكن أن تكتمل مستويات الرواية دون الإتيان على معطى اللغة، أي تلك اللغة الطارئة، التي تحتاج إلى نفي الذات عن ذاتها الجديدة، فالعبرية نسق آخر من النفي، فهنالك الضياع بين لغتين، ولهذا قضى المتشائل أكثر من عشر سنوات ليتعلم اللغة العبرية كي يلقي خطبة باللغة العبرية، بعد أن أصبح رئيس بلدية حيفا. ذلك الازدواج اللغوي لقطاع فلسطيني آخر، أو عملية البحث عن الذات التي تهشمت .
لا تنفك الرّواية الفلسطينيّة تعنى بإفراد هامش كبير للعودة التي صاغت الوعي الفلسطيني المتخيل، فلا عجب أن ترغب «باقية» بالعودة ليتطابق الفلسطيني مع الكائنات الفضائية التي تجسد الاقتلاع، كما نفي الخصائص الإنسانية. وعلى ما يبدو فإن محورية الذهب أو الكنز تبدو بعدا كنائياً، فالاقتلاع لا يقتصر على قيم معنوية فحسب، إنما يشمل منظومة حياتية يعانيها الفلسطيني الذي فقد وطنه، وقيمه، وكرامته، فثريا تتضور جوعاً في مخيمات الأردن لأكثر من ثلاث وعشرين عاماً، وحين تعود لاستخراج الذهب، ومفتاح بيتها الذي خبأته في نقرة الجدار، ولكن إسرائيل تصادر كل ما سبق، وتعطيها وصلاً. ثمّة محمولات دلالية فاعلة في تكوين الأنساق الخطابية، فقراءة ضمن المستوى اللغوي الأسلوبي تكشف عن تلك المضمرات النفسية لتكوين الوطن في أذهان الفلسطينيين ووعيهم، ونعني محمولات المبالغة كما أشار لها كوهين وسافران، فالمقتلعون يرون أوطانهم فردوساً، بالتوازي مع إحساس ملازم مهما طال الزمن بأمل تحقق العودة واستعادة ما كان. ومن هنا نستدل بأن ثمّة خطابا فلسطينيا نمطيا بالاعتماد على أيقونة المفتاح والكنز، وبين ثنايا هذا الناتج تنبثق رمزية الكنز مما يحيل إلى إرث، أو ماض، ولكنه يرتبط بالمستقبل. ولكنْ ثمّة وعياً بأن العودة لن تتحقق إلا بالمقاومة، فولاء ابن سعيد من زوجته «باقية» لم يعرف الولاء لدولة الاحتلال قط، على الرغم من أنه نشأ في ظلالها، فقد نزع عن ذاته ذلك الذي وقع فيه والده سعيد قبل أن يرتهن لبينية الهويّة، فولاء يمثل المستقبل، ولهذا فقد انحاز للمقاومة، وهو الذي استطاع أن يتوصل للذهب ويستخرجه. ولعل التعويل على القيمة المستقبلية للأجيال الفلسطينيّة من أهم المستويات في الخطاب ما بعد الكولونيالي الذي لا يمكن له أن يتجاهل بأي شكل من الأشكال هذا النسق، وبوصفه إحالة، وأثراً شاملاً لتعاقب الأجيال عبر التجربة والممارسة، وخلق فعل التحول لمعالجة الاقتلاع وتداعياته، فسعيد يعود إلى البحر للبحث عن زوجته وابنه ولاء. في هذا المستوى نقرأ نصا ينحاز إلى القيمة الرمزية للسمك ومعطى الوطن، أو ربما إلى التباين بين أجيال من الفلسطينيين الذين نشأوا في ظل الكيان الصهيوني، بالتراصف مع المعطى اللغوي الذي يبرز في نص الرّواية متمظهراً بالإشكالية اللغوية، وقلق الهويّة، كما الالتباس المزدوج الذي تعاني منه الأجيال بوصفها نواتج الشّتات الثّقافيّ، وهذا يتضح من الحوار الذي يدور بين سعيد والطفل اليهودي على شاطئ الطنطورة:
: بأي لغة تتكلم يا عماه؟
- بالعربيّة
- مع من؟
- مع السمك
- والسمك هل يفهم العربيّة فقط؟
- السمك الكبير العجوز، الذي كان هنا حين كان هنا العرب.
- والسمك الصغير هل يفهم العبرية؟
- يفهم العبرية والعربيّة وكل اللغات. إن البحار واسعة ومتصلة، ليس عليها حدود وتتسع لكل السمك».
يعود سعيد إلى السجن، ويلتقي يعاد الثانية» ابنة يعاد الأولى» ونبقى في انتظار يعاد الثالثة، ينتهي سعيد على خازوق، كناية عن الوضع الفلسطيني الذي يتأسس على قبول الازدواج في الولاء والهويّة، القلقة. يكمل سعيد رحلة أجداده باحثاً عن السعادة في نواميس فوق طبيعية، يتشبث سعيد بخازوقه، يرفض قبر الغربة، ويرفض عرض باقية بأن يكون إلى جانب ابنه ولاء في قصره، ويرفض عباءة سعيد الابن، ويرفض عرض الشاب بتحطيم خشب الخازوق، فقط هنالك الكائن الفضائي الذي نستعين به عندما نكون عاجزين عن تغيير واقعنا. يطير سعيد مع الكائن الفضائي ليرى الجميع من أعلى إلى أن تمضي هذه الغيمة وتشرق الشمس.
في ختام الرّواية نقرأ إشارة في فصل «للحقيقة والتاريخ» بأن هذه المروية أو الرسائل قد أتت من لدن شخص يسكن مستشفى المجانين أحد مخلفات الانتداب البريطاني حيث ما زال هنالك في المصح مجنون يدهن حائطاً بفرشاة يغمسها بدلو بلا قاع، . لا شك بأن هذا المستوى المغرق بالسوداوية والسخرية، والهذيانات ما هو إلا خطاب ناتج بفعل الاقتلاع وتداعيات الصدمة التي تُنتج سرديات طافحة بالمعاني المضمرة والكنائية.

صحيفة القدس العربي هي صحيفة لندنية تأسست عام 1989.



شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More